الثلاثاء، 11 يوليو 2017





   منطق الطير عند أئمة البقيع
(الائمة علي بن الحسين السجاد، محمد الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام أنموذجاً)















                                                              الأستاذ المساعد الدكتور رحيم مزهر العتابي 
                                                                            جامعة بغداد/ كلية اللغات 
                                                                                   قسم اللغة الفارسية

                                                 هـ1436/2015م  




المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد المصطفى وآله وسلم.اما بعد فقد قال جل من قال في كتابه العزيز :

"وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ".
( النمل : 16 )

     المعروف ان هناك اساليب واستراتيجيات خاصة للتعامل مع الاخرين ،ولعل اهمها وابرزها (اللغة)هذه الاداة الفعالة للتعامل والوصول لادراك التخاطب مع الطرف الاخر ،و حدوث ملتقى الاتصال بين الافراد .وبذلك فاللغة حقا مصدر لاقامة الاواصر بين الناس على كافة الاصعدة،و من البديهي انك اذا رغبت في تعلم لغة غير لغتك كان عليك ان تبذل ما يمكن  بل في  بعض الاحيان عليك ا ن تبذل اقصى ما لديك من جهد كي تتعلمها .

       لكن موضوع بحثنا لا يدور في هذه الامور التي يجب توفرها وبصورة منطقية لمن يروم  ان يتعلم لغة ما ! وانما - بحثنا - يدور في موضوع اكبر من ذلك ، واعمق وفي الوقت نفسه  يلفت الانتباه بطريقة اوبأخرى لاسباب منها:  ان شخص يتكلم مع الناس على اختلاف السنتهم هذا شيء عجاب والاعجب من ذلك ان  حالتي التخاطب والفهم لا تنحصر على الآدميين وانما يتعداه الى المخلوقات الاخرى !!! لعل الذي يبدد هذا الاستغراب ويمحو حالة التعجب ان من يمتلك هذه النعمة هوامام من آل بيت النبوة الذين اصطفاهم الله ،وطهرهم تطهيرا،وخصهم بمنن ميزهم عن غيرهم من العباد.فهم ( عليهم السلام)رحمة للمخلوقات جميعا . لذا حصرنا موضوعنا الذي يدور حول منطق الطير عند ائمة البقيع(سلام الله عليهم )فقط وما اشرنا اليه في صفحات البحث هو مجرد اشارات كنماذج .وقد اقتضت خطة البحث  ان تتوزع في محورين مع مقدمة وخاتمة اودعنا فيها ابرز النتائج التي توصلنا اليها.

      اما المحور الاول فقد بحثنا فيه اللغات التي كان الائمة (عليهم السلام)يتكلمون بها مع الاخرين مع ذكر نماذج من ذلك وحصرناها بفقرات الاولى خصصناها للامام علي بن الحسين (عليهما السلام) ،والثانية للامام الباقر (عليه السلام) ،والثالثة للامام الصادق (عليه السلام  ).  اما المحور الثاني فقد بحثنا فيه تخاطب الائمة انفسهم (عليهم السلام) مع الحيوانات مراعين التسلسل نفسه.ولم نهمل التحليل كلما دعت الحاجة الى ذلك . هذا مع قائمة بالمصادر الاولية والمراجع الثانوية التي اعتمدناها في توثيق معلوماتنا .والله نسأل التوفيق لنا ولكم والله ولي التوفيق.
  
المحور الاول: لغات البشر عند أئمة البقيع(عليهم السلام)
    المعروف ان الائمة (عليهم السلام )كانوايسعون دائما الى تنمية وتوثيق الصلة مع المحيطين بهم بالقول والعمل .وباستخدام مهارات كان الله جل جلاله قد من عليهم بها . فهم (عليهم السلام) يتكلمون على سبعين وجها في كلها المخرج ويفتون بذلك . (1) أي يتكلمون اللغات المختلفة التي مكنتهم من معرفة لغات الاخرين بفضل الله تعالى بحيث اصبحت مجالسهم ملتقى العديد من الاجناس ،فاخذ لسان الائمة يشق طريقه اليهم لمعالجة الامور التي تخص الرعية على اختلاف مواضيعها وتباين مضموناتها.
    فعن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إني لأتكلم على سبعين وجها لي في كلها المخرج . (2)

        كيف لا وهم قد علموا منطق الطير،بحيث كانوا عليهم السلام يمتلكون القدرة على فهم المخلوقات كافة ولديهم الامكانية على ايصال ما يريدونه بلغة هذه المخلوقات. ففي حديث الباقر (عليه السلام ) يقول : أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ .(3)
الامام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)
      عن  أبي عبد الله ( عليه السلام ) يقول : أتي بعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) إلى يزيد بن معاوية ومن معه من النساء أسرى فجعلوهم في بيت ، ووكلوا بهم قوما من العجم لا يفهمون العربية . فقال بعض لبعض : إنما جعلنا في هذا البيت ليهدم علينا فيقتلنا فيه . فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) للحرس بالرطانة *: تدرون ما يقول هؤلاء النساء ؟ يقلن كيت وكيت . فقال الحرس : قد قالوا أنكم تخرجون غدا وتقتلون . فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : كلا ، يأبى الله ذلك . ثم أقبل عليهم يعلمهم بلسانهم . (4) ان هذه النعمة التي رزق بها آل البيت(عليهم السلام) كانت قد مكنتهم من الاستفاد منها بمعرفة ما يدور حولهم ويستفيدون منها بطريقة واخرى  بتوضيح التفسيرات الصحيحة.

محمد بن علي الباقر(عليه السلام)
      ان القدرة الطبيعية التي تمتع بها آل البيت(عليهم السلام) قد عملت على استمرارية التواصل والاتصال بالاخرين من المخلوقات كافة.فحديث الامام  الباقر( عليه السلام )حينما يقول : أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ .(5) دليل واضح على ان حالة الاتصال بين الائمة (سلام الله عليهم) والمحيط بهم من الخلق عن طريق معرفة لغاتهم من شأنه ان يذلل الكثير من التحديات الصعبة  التي قد تواجههم ومن ثم خلق حالة التواصل الفعالة فيما بينهم.

      وأن جماعة استأذنوا على أبي جعفر (عليه السلام )قالوا : فلما صرنا في الدهليز إذ قراءة سريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا وما نفهم ما يقول فظننا أن عنده بعض أهل الكتاب استقرأه . فلما انقطع الصوت دخلنا عليه ، فلم نر عنده أحدا ، قلنا : يا ابن رسول الله لقد سمعنا قراءة سريانية بصوت حسن ! قال : ذكرت  مناجاة إليا النبي فأبكتني . (6)

       وعن أبان بن عثمان عن موسى التميري قال جئت إلى باب أبى جعفر عليه السلام لأستأذن عليه فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية فبكينا حيث سمعنا الصوت وظننا انه بعث إلى رجل من أهل الكتاب يستقرأ فاذن لنا فدخلنا عليه فلم نر عنده أحدا فقلنا: أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا انك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرأه، قال: لا ولكن ذكرت مناجاة اليا لربه فبكيت من ذلك .قال، قلنا: وما كان مناجاته جعلني الله فداك. قال:جعل يقول يا رب أتراك معذبي بعد طول صلاتي لك وجعل يعدد أعماله فأوحى الله إليه انى لست أعذبك.
قال، فقال: يا رب وما يمنعك ان لا تقول لا بعد نعم وانا عبدك وفى قبضتك . قال :فأوحى الله إليه انى إذا قلت قولا وفيت به .(7)

ان الملفت فيما سبق يشير الى عددمن الامور ولعل من بينها ما يلي:

1- الواقع ان الامام عليه السلام كان يمتلك المعرفة بالكتب المقدسة ولا تنحصر معرفته بالقران الكريم فقط.
2- ان للامام صوت يبعث في النفوس الخشوع مما يدفعها الى البكاء والحزن بحيث ان من دخل عليه لا يعرف السريانية لكنه تأثر بالتناغم بين الصوت وصدق القراءة وهذا ما خلق عندهم الحزن تاثرا بالقراءة على الرغم من عدم الفهم لما كان يقرأ .
3- ادرك القوم ممن دخل على الامام (عليه السلام) ان القارئ انما هو من اهل الكتاب قد طلبه الامام ليقراء له ،ولم يشكوا في ذلك الا انهم ادركوا توهمهم بعد ان لاحظوا ان القارئ هو الامام بعينه .وهذا يشير الى ان معرفة الامام بالسريانية لم تكن مجرد معرفة سطحية وانما معرفة يقينية بحيث طغت على المشاعر فخلقت حالة التاثيرفي نفس المتلقي جعلته يعيش حالة من الارتياح النفسي من الطريقة التي اتبعها الامام في القراءة .

الامام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام)

    في الواقع ان معرفة الائمة (عليهم السلام ) للغات المختلفة كان مثار دهشة وتعجب الاخرين ممن كانوا يلاحظون ذلك . وفي الوقت نفسه لم يمتنع الائمة من التعامل الحكيم الحليم مع تلك الحالات .
     فعن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة قال دخلت انا وأبو بصير على أبى عبد الله (عليه السلام) فبينما نحن قعود اذ تكلم أبو عبد الله (عليه السلام ) بحرف فقلت انا في نفسي هذا مما أحمله إلى الشيعة هذا والله حديث لم اسمع مثله قط قال : فنظر في وجهي ثم قال :إني لأتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها ان شئت اخذت كذا وان شئت اخذت كذا .(8)
      وقد روي أن أبان بن تغلب قال : غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله (عليه السلام ) فلما صرت بالباب ، خرج علي قوم من عنده لم أعرفهم ، ولم أر قوما أحسن زيا منهم ، ولا أحسن سيماء منهم ، كأن الطير على رؤوسهم ، ثم دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام )، فجعل يحدثنا بحديث ، فخرجنا من عنده ، وقد فهم خمسة عشر نفرا منا متفرقوا الألسن : منها اللسان العربي ، والفارسي ، والنبطي ، والحبشي والسقلبي ، قال بعض : ما هذا الحديث الذي حدثنا به ؟ قال له آخر من لسانه عربي : حدثني بكذا بالعربية وقال له الفارسي : ما فهمت إنما حدثني كذا وكذا بالفارسية ، وقال الحبشي : ما حدثني إلا بالحبشية ، وقال السقلبي : ما حدثني إلا بالسقلبية ، فرجعوا إليه فأخبروه ، فقال (عليه السلام ): الحديث واحد ، ولكنه فسر لكم بألسنتكم . (9)

ارى ان نقف عند هذه الرواية بعض الشيء:
   نلاحظ ان الامام (عليه السلام) بدلا من ان يتعامل مع كل قوم او كل فرد من هؤلاء القوم منفردا نلاحظه قد جمعهم سوية محدثا كل منهم بلغته التي يفهمها ،ولعل النية التي بررت هذا السلوك تكمن في ان آل البيت هم رحمة للعالمين بغض النظرعن تباين لغاتهم واختلاف انحداراتهم وتفاوت مستوياتهم .وان ما قام به هو محصلة طبيعية لمنن الله تعالى عليهم آل البيت (سلام الله عليهم ).
    فعن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ان كلامنا لينصرف على سبعين وجها .(10)
     و روى أحمد بن فارس ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : دخل إليه قوم من أهل خراسان ، فقال ابتداء : من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره .
فقالوا : بالفارسية ! لا نفهم بالعربية .
فقال لهم :" هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ باشد " .
وقال : إن الله خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب على كل مدينة سور من حديد فيها ألف ألف باب من ذهب ، كل باب بمصراعين وفي كل مدينة سبعون ألف انسان ، مختلفات اللغات ، وأنا أعرف جميع تلك اللغات ، وما فيها وما بينهما حجة غيري وغير آبائي وغير أبنائي بعدي .(11)
      يكمن معنى اتصال الامام (عليه السلام )في الاستجابة التي يحصل عليها من يفد اليه ،بعبارة اخرى ان الاقوام التي كانت تاتي اليه (عليه السلام)لا يذهب سعيها هباء وتعبهم الى مقصده سدى لانه عارفا بلسانهم لذا فان عملية الاتصال والتواصل سهلة وممكنه باوسع طرقها.
     قال ابن فرقد : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وقد جاءه غلام أعجمي برسالة ، فلم يزل يهذي ولا يعبره ، حتى ظننت أنه لا يظهره فقال له : تكلم بأي لسان شئت سوى العربية ، فإنك لا تحسنها ،  فقال الغلام إني أفهم اللغة التركية فرد عليه الجواب ، فمضى الغلام متعجبا .
       وروي عن علي بن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام مع أبي بصير فبينما نحن قعود إذ تكلم أبو عبد الله عليه السلام فقلت في نفسي : هذا والله مما أحمله إلى الشيعة هذا حديث لم أسمع بمثله قط ، قال : فنظر في وجهي ثم قال : إني أتكلم بالحرف الواحد فيه سبعون وجها إن شئت أحدث كذا ، وإن شئت أحدث كذا . (12)
   
       كما ان للامام(عليه السلام) علم بيوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم  ونحوستها وبعض النوادر.
        فعن معلى بن خنيس ، قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يوم النيروز ، فقال (عليه السلام ) : أتعرف هذا اليوم ؟ قلت : جعلت فداك ، هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه . فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام ): والبيت العتيق الذي بمكة ما هذا إلا لأمر قديم أفسره لك حتى تفهمه . قلت : يا سيدي ! إن علم هذا من عندك أحب إلي من أن يعيش أمواتي وتموت أعدائي ! فقال : يا معلى ! إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه مواثيق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وأن يؤمنوا برسله وحججه ، وأن يؤمنوا بالأئمة عليهم السلام وهو أول يوم طلعت فيه الشمس ، وهبت به الرياح ، وخلقت فيه زهرة الأرض . وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي ، وهو اليوم الذي أحيى الله فيه الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم. وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله ) وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام )على منكبه حتى رمى أصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها ، وكذلك إبراهيم (عليه السلام )، وهو اليوم الذي أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه أن يبايعوا عليا (عليه السلام) بإمرة المؤمنين ، وهو اليوم الذي وجه النبي (صلى الله عليه وآله )عليا (عليه السلام )إلى وادي الجن يأخذ عليهم البيعة له ، وهو اليوم الذي بويع لأمير المؤمنين (عليه السلام )فيه البيعة الثانية ، وهو اليوم الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثدية وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا وولاة الأمر وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة ، وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج ، لأنه من أيامنا وأيام شيعتنا ، حفظته العجم وضيعتموه أنتم . وقال : إن نبيا من الأنبياء سأل ربه كيف يحيي هؤلاء القوم الذين خرجوا فأوحى الله إليه أن يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم .(13) وهو أول يوم من سنة الفرس فعاشوا وهو ثلاثون ألفا ، فصار صب الماء في النيروز سنة . فقلت : يا سيدي ! ألا تعرفني جعلت فداك أسماء الأيام بالفارسية ؟ فقال عليه السلام : يا معلى ! هي أيام قديمة من الشهور القديمة ، كل شهر ثلاثون يوما لا زيادة فيه ولا نقصان .

        فأول يوم من كل شهر " هرمزد روز "* اسم من أسماء الله تعالى ، خلق الله عز وجل فيه آدم عليه السلام . تقول الفرس : إنه يوم جيد صالح للشرب وللفرح ، و يقول الصادق : إنه يوم سعيد مبارك ، يوم سرور ، تكلموا فيه الأمراء والكبراء واطلبوا فيه الحوائج ، فإنها تنجح بإذن الله . ومن ولد فيه يكون مباركا ، و ادخلوا فيه على السلطان ، واشتروا فيه ، وبيعوا ، وزارعوا ، واغرسوا ، وابنوا وسافروا ، فإنه يوم مختار يصلح لجميع الأمور ، وللتزويج ، ومن مرض فيه يبرأ سريعا ، ومن ضلت له ضالة وجدها إن شاء الله.

     الثاني : " بهمن روز "  *يوم صالح صاف ، خلق الله فيه حواء عليها السلام وهو ضلع من أضلاع آدم عليه السلام وهو اسم الملك الموكل بحجب القدس والكرامة ، تقول الفرس : إنه يوم صالح مختار ، ويقول الصادق : إنه يوم مبارك ، تزوجوا فيه وأتوا أهاليكم من أسفاركم ، وسافروا فيه ، واشتروا ، وبيعوا ، واطلبوا فيه الحوائج في كل نوع ، وهو يوم مختار ، ومن مرض فيه من أول النهار يكون مرضه خفيفا ، ومن مرض في آخره اشتد مرضه وخيف من موته في ذلك المرض .
       الثالث : " أردي بهشت روز " اسم الملك الموكل بالشفاء والسقم ، يقول الفرس : إنه يوم ثقيل ، ويقول الصادق : إنه يوم نحس مستمر ، فاتقوا فيه الحوائج وجميع الاعمال ، ولا تدخلوا فيه على السلطان ، ولا تبيعوا ، ولا تشتروا ولا تزوجوا ، ولا تسألوا فيه حاجة ، ولا تكلفوها أحدا ، واحفظوا أنفسكم ، و اتقوا أعمال السلطان ، وتصدقوا ما أمكنكم ، فإنه من مرض فيه خيف عليه ، و هو اليوم الذي أخرج الله عز وجل فيه آدم وحواء من الجنة ، وسلبا فيه لباسهما ومن سافر فيه قطع عليه أبدا .
       الرابع : " شهريور روز " اسم الملك الذي خلقت فيه الجواهر عنه ، ووكل بها ، وهو موكل ببحر الروم ، وتقول الفرس : إنه يوم مختار ، ويقول الصادق : إنه يوم مبارك ، ولد فيه هابيل بن آدم ، وهو صالح للتزويج وطلب الصيد في البر والبحر ، ومن ولد فيه يكون رجلا صالحا مباركا ومحببا إلى الناس ، إلا أنه لا يصلح فيه السفر ، ومن سافر فيه خاف القطع ، ويصيبه بلاء وغم ، ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء الله تعالى .
      الخامس : " اسفندار روز " اسم الملك الموكل بالأرضين ، يقول الفرس : إنه يوم ثقيل ، ويقول الصادق : إنه يوم نحس ردئ ، ولد فيه قابيل بن آدم ، و كان ملعونا كافرا ، وهو الذي قتل أخاه ودعا بالويل والثبور على أهله ، وأدخل عليهم الغم والبكاء ، فاجتنبوه فإنه يوم شوم ونحس ومذموم ، ولا تطلبوا فيه حاجة ولا تدخلوا فيه على السلطان ، وادخلوا في منازلكم ، واحذروا فيه كل الحذر من السباع والحديد .
      السادس : " خرداد روز " اسم الملك الموكل بالجبال ، تقول الفرس : إنه يوم خفيف ، ويقول الصادق : إنه يوم مبارك صالح للتزويج ، ولطلب الحوائج لكل ما يسعى فيه من الامر في البر والبحر والصيد فيهما ، وللمعاش وكل حاجة ومن سافر فيه رجع إلى أهله سريعا بكل ما يحبه ويريده ، وبكل غنيمة ، فجدوا في كل حاجة تريدونها فيه ، فإنها مقضية إن شاء الله تعالى .
      السابع : " مرداد روز " اسم الملك الموكل بالناس وأرزاقهم ، يقول الفرس : إنه يوم جيد ، ويقول الصادق : إنه يوم سعيد مبارك ، اعملوا فيه جميع ما شئتم من السعي في حوائجكم ، من البناء والغرس والذرو والزرع . ولطلب الصيد ، و الدخول على السلطان ، والسفر ، فإنه يوم مختار يصلح لكل حاجة إن شاء الله تعالى .(14)
      الثامن : " ديبار روز " اسم من أسماء الله تعالى ، تقول الفرس : إنه يوم جيد ويقول الصادق : إنه يوم مبارك صالح لكل حاجة يسعى فيها ، وللشراء والبيع و الصيد ما خلا السفر ، فاتقوا فيه ومن مرض فيه يبرأ سريعا ، وادخلوا فيه على السلطان وغيره ، فإنه يقضى فيه الحوائج ، ومن دخل فيه على السلطان لحاجة فليسأله فيها .
      التاسع " آذر روز " اسم الملك الموكل بالنيران يوم القيامة ، تقول الفرس : إنه يوم خفيف ويقول الصادق : إنه يوم صالح خفيف سعيد مبارك من أول النهار إلى آخر النهار ، يصلح للسفر ولكل ما تريد ، ومن سافر فيه رزق مالا كثيرا ، ويرى في سفره كل خير ، ومن مرض يبرأ سريعا ولا يناله في علته مكروه إن شاء الله تعالى ، فاطلبوا الحوائج فيه فإنها تقضى لكم بمشية الله تعالى وتوفيقه .
     العاشر " أبان روز " اسم الملك الموكل بالبحر والمياه ، تقول الفرس : إنه يوم ثقيل ، ويقول الصادق : إنه يوم صالح لكل شئ ما خلا الدخول على السلطان وهو اليوم الذي ولد فيه نوح (عليه السلام )ومن ولد فيه يكون مرزوقا من معاشه ، ولا يصيبه ضيق ، ولا يموت حتى يهرم ، ولا يبتلى بفقر ، ومن فر فيه من السلطان أو غيره أخذ ومن ضلت له ضالة وجدها ، وهو جيد للشراء والبيع والسفر ، ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء الله تعالى .
     الحادي عشر " خور روز " اسم الملك الموكل بالشمس ، يقول الفرس : إنه يوم ثقيل مثل أمسه ، ويقول الصادق إنه اليوم الذي ولد فيه شيث بن آدم عليه السلام  والنبي (صلى الله عليه وآله ) وهو يوم صالح للشراء والبيع ، ولجميع الاعمال والحوائج و للسفر ، ما خلا الدخول على السلطان ، فإنه لا يصلح ، والتواري عنه فيه أصلح من الدخول عليه ، فاجتنبوا فيه ذلك ، ومن ولد فيه يكون مباركا مرزوقا في معاشه طويل العمر ، ولا يفتقر أبدا ، فاطلبوا فيه حوائجكم ما خلا السلطان .
      الثاني عشر " ماه روز " اسم الملك الموكل بالقمر ، يقول الفرس : إنه يوم خفيف يسمى " روز به " ويقول الصادق : إنه يوم صالح جيد مختار يصلح لكل شئ تريدونه مثل اليوم الحادي عشر ، ومن ولد فيه يكون طويل العمر ، فاطلبوا فيه حوائجكم وادخلوا على السلطان في أوله ، ولا تدخلوا في آخره ، واستعينوا بالله عز وجل فيها فإنها تقضى لكم بمشية الله تعالى .
     الثالث عشر : " تير روز " اسم الملك الموكل بالنجوم ، يقول الفرس : إنه يوم ثقيل شؤمي جدا . ويقول الصادق : إنه يوم نحس مستمر فاتقوه في جميع الاعمال ما استطعتم ، ولا تقصدوا ولا تطلبوا فيه الحاجة أصلا ولا تدخلوا فيه على السلطان وغيره جهدكم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
      الرابع عشر : " جوش روز " اسم الملك الموكل بالبشر والانعام والمواشي ، تقول الفرس : إنه يوم خفيف ، ويقول الصادق : إنه يوم جيد صالح لكل عمل وأمر يراد ويحمد فيه لقاء الاشراف والعلماء ، ولطلب الحوائج ، ومن يولد فيه يكون حسن الكمال مشغوفا بطلب العلم ، ويعمر طويلا ، يكثر ماله في آخر عمره ، ومن مرض فيه يبرأ بمشية الله عز وجل .
      الخامس عشر : " ديمهر روز " اسم من أسماء الله تعالى ، تقول الفرس : إنه يوم خفيف ، ويقول الصادق : إنه يوم صالح مبارك لكل عمل ، ولكل حاجة تريدها إلا أنه من يولد فيه يكون به خرس أو لثغة ، فاطلبوا فيه الحوائج فإنها تقضى إن شاء الله .
     السادس عشر : " مهر روز " اسم الملك الموكل بالرحمة ، تقول الفرس : إنه يوم خفيف جيد جدا ، ويقول الصادق : إنه يوم منحوس ردئ مذموم ، فلا تطلبوا فيه حوائجكم ، ولا تسافروا فيه ، فإنه من سافر فيه هلك ، ومن ولد فيه يكون لابد مجنونا ، ومن مرض فيه لا يكاد ينجو ، فاجهدوا في ترك طلب الحوائج والحركة فإنها وإن قضيت تقضى بمشقة ، وربما لم يتم فيها 
المراد ، فاتقوا ما استطعتم وتصدقوا فيه .(15)
      السابع عشر : " نمروش   روز " اسم الملك الموكل بخراب العالم وهو جبرئيل عليه السلام يقول الفرس : إنه يوم مختار خفيف متوسط ، ويقول الصادق : إنه يوم صالح لكل ما يراد ، جيد موافق صاف مختار لجميع الحوائج ، فاطلبوا فيه ما شئتم ، وتزوجوا وبيعوا واشتروا وازرعوا وابنوا وادخلوا على السلطان وغيره فإن حوائجكم تقضى بمشية الله تعالى .
      الثامن عشر : " رش روز " اسم الملك الموكل بالنيران ، يقول الفرس : إنه يوم خفيف ، ويقول الصادق : إنه يوم مختار جيد مبارك صالح للسفر والزرع وطلب الحوائج والتزويج وكل أمر يراد ، ومن خاصم فيه عدوه أو خصمه غلب عليه وظفر فيه بقدرة الله تعالى .
      التاسع عشر : " فروردين روز " اسم الملك الموكل بأرواح الخلائق وقبضها يقول الفرس : إنه يوم ثقيل ، ويقول الصادق : إنه يوم مختار صالح جيد للسفر و التزويج وطلب الحوائج ، ومن خاصم فيه عدوا ظفر به وغلبه بقدرة الله تعالى ويصلح لكل عمل وهو اليوم الذي ولد فيه إسحاق النبي (عليه السلام )، وهو يوم مبارك يصلح لكل ما تريد ، ومن يولد فيه يكون مباركا إن شاء الله تعالى .
       العشرون : " بهرام روز " اسم الملك الموكل بالنصر والخذلان في الحرب يقول الفرس : إنه يوم خفيف ، ويقول الصادق : إنه يوم صالح جيد مختار صاف ، يصلح لطلب الحوائج والسفر خاصة ، والبناء والتزويج والعرس والدخول على السلطان وغيره فيه ، فإنه يوم مبارك يصلح إن شاء الله تعالى .
     الحادي والعشرون : " رام روز " اسم الملك الموكل بالفرح والسرور ، تقول الفرس : إنه يوم جيد يتبرك به ، ويقول الصادق : إنه يوم نحس مستمر ، وهو يوم إهراق الدماء ، فاتقوا فيه ما استطعتم ، ولا تطلبوا فيه حاجة ، ولا تنازعوا فيه  خصما ، ومن يولد فيه يكون محتاجا فقيرا في أكثر أمره ودهره ، ومن سافر فيه لم يربح وخيف عليه .(16)
     الثاني والعشرون : " باد روز " اسم الملك الموكل بالرياح ، يقول الفرس : إنه يوم ثقيل ، ويقول الصادق : إنه يوم مختار جيد صاف يصلح لكل حاجة تريدها ، فاطلبوا فيه الحوائج فإنه يوم جيد خاصة للشراء والبيع ، وللصدقة فيه ثواب جزيل جليل عظيم ، ومن يولد فيه يكون مباركا محبوبا ، ومن مرض فيه يبرأ سريعا ، ومن سافر فيه يخصب ويرجع إلى أهله معافى سالما ، ومن دخل فيه إلى السلطان بلغ محابه ووجد عنده نجاحا لما قصد له .
      الثالث والعشرون : " ديبدين روز " اسم الملك الموكل بالنوم واليقظة ، يقول الفرس : إنه يوم خفيف ، ويقول الصادق : إنه يوم مختار ولد فيه يوسف عليه السلام يصلح لكل أمر وحاجة ، ولكل ما تريدونه ، وخاصة للتزويج والتجارات كلها والدخول على السلطان والتماس الحوائج ، ومن يولد فيه يكون مباركا صالحا ومن سافر فيه يغنم ويجد خيرا بمشية الله عز وجل .
      الرابع والعشرون : " دين روز " اسم الملك الموكل بالسعي والحركة يقول الفرس : إنه يوم خفيف جيد ، ويقول الصادق : إنه يوم منحوس ، ولد فيه فرعون لعنه الله وهو يوم عسر نكد ، فاتقوا فيه ما استطعتم ، ومن سافر فيه مات في سفره وفي نسخة أخرى : ومن يولد فيه يموت في سفره أو يقتل أو يغرق ، و يكون مدة عمره محزونا مكدودا نكدا ولا يوفق لخير ومن مرض فيه طال مرضه ولا يكاد ينتفع بمقصد ولو جهد جهده .
     الخامس والعشرون : " أرد روز " اسم الملك الموكل بالجن والشياطين تقول الفرس : إنه يوم ثقيل ، ويقول الصادق : إنه يوم نحس ردئ مذموم ، و هو اليوم الذي أصاب فيه أهل مصر سبعة أضرب من الآفات ، وهو يوم شديد البلاء ومن مرض فيه لم يكد ينج ، ولا يبرأ ، ومن سافر فيه لا يرجع ولا يربح ، فلا تطلبوا فيه حاجة ، واحفظوا فيه أنفسكم واحترزوا ، واتقوا فيه جهدكم .
       السادس والعشرون : " أشتاد روز " اسم الملك الموكل الذي خلق عند ظهور الدين ، تقول الفرس : إنه يوم جيد ، ويقول الصادق : إنه يوم صالح مبارك ضرب فيه موسى عليه السلام البحر فانفلق ، يصلح لكل حاجة ما خلا التزويج والسفر ، و اجتنبوا فيه ذلك ، فإنه من تزوج فيه لم يتم أمره ، ويفارق   أهله ، وفرق بينهما ، ومن سافر فيه لم يصلح ولم يربح ولم يرجع ، وعليكم بالصدقة فإن المنفعة بها وافرة ، ولمضاره دافعة بمشية الله وعونه .
      السابع والعشرون : " آسمان روز " اسم الملك الموكل بالسماوات ، يقول الفرس : إنه يوم مختار ، ويقول الصادق : إنه يوم جيد مختار يصلح لطلب الحوائج ولكل شئ تريده ، ومن يولد فيه يكون جميلا حسنا مليحا ، وهو جيد للبناء و الزرع والشراء والبيع والدخول على السلطان ، فاعملوا ما شئتم واسعوا في حوائجكم .
    الثامن والعشرون : " رامياد روز " اسم الملك الموكل بالقضاء بين الخلق تقول الفرس : إنه يوم ثقيل منحوس ويقول الصادق : إنه يوم سعيد مبارك ممدوح ولد فيه يعقوب النبي عليه السلام يصلح للسفر ولجميع الحوائج ، ومن يولد فيه يكون مرزوقا محببا إلى الناس ، محببا إلى أهله ، محسنا إليهم ، إلا أنه يصيبه الغموم و الهموم ، ويبتلي في آخر عمره ، ولا يؤمن عليه من ذهاب بصره .
      التاسع والعشرون : " مهر اسفند روز " اسم الملك الموكل بالأفنية والأزمان والعقول والاسماع والابصار ، تقول الفرس : إنه يوم جيد ، ويقول الصادق : إنه يوم مختار جيد يصلح لكل حاجة ما خلا الكاتب ، فإنه يكره له ذلك ، ولا أرى له أن يسعى لحاجة فيه إن قدر على ذلك ومن مرض فيه يبرأ سريعا ، ومن سافر فيه أصاب مالا كثيرا إلا من كان كاتبا فإنه يكره له ذلك ، ولا أرى السعي في حاجته إن قدر عليه ، ومن أبق له فيه آبق رجع إليه سريعا ومن ضلت له ضالة وجدها .(17)
      الثلاثون : " أنيران روز " اسم الملك الموكل بالأدوار والأزمان ، يتبرك فيه الفرس ، ويقول الصادق : إنه يوم مختار جيد صالح لكل شئ ، وهو اليوم  الذي ولد فيه إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما وعلى ذريتهما وعلى آلهما يصلح لكل شئ ، ولكل حاجة من شراء وبيع وزرع وغرس وتزويج وبناء ، و من مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء الله . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : من ولد فيه يكون حكيما حليما صادقا مباركا مرتفعا أمره ، ويعلو شأنه ، ويكون صادق اللسان صاحب وفاء ، ومن أبق له فيه آبق وجده ، ومن ضلت له فيه ضالة وجدها إن شاء الله تعالى .(18)
يبدو لنا مما سبق مجرد مثال بسيط على  ان الامام (عليه السلام) لديه من معلومات وافية عما تعنيه هذه الايام عند الفرس ،فعموم المعرفة  تمكنه من السيطرة على المواقف، لا سيما ان الناس المحيطون بهم ميالين لمعرفة المزيد من معارفهم آل البيت عليهم السلام.
و عن عمار الساباطي ، إن أبا عبد الله (عليه السلام) كلمه بالنبطية ، فقلت : جعلت فداك ما رأيت نبطيا أفصح منك فقال : يا عمار بكل لسان . يعني أعلم بجميع الالسن .(19)

     حقيقة لا وجود لادنى شك في مهارات آل بيت النبوة (عليهم السلام) – اذا جاز التعبير- وفصاحتهم سواء كان ذلك للعربية او غيرها من اللغات .كيف لا وهم قد علموا منطق الطير .الذي اود ان اركز عليه ان هناك معرفة بلغة ما  وهذا بطبيعة الحال جيد ،وهناك تمكن من اللغة والاجادة فيها يصل الى مستوى الفصاحة ،وهنا يكمن التميز والابداع وهذاما تمتع به آل بيت النبوة (عليهم السلام). و ان نص هذه الرواية بنصها ان عمار الساباطي ان الامام الصادق (عليه السلام)قال له : يا عمارأبو مسلم فظلله وكساه وكسيحه بساطورا . قال : فقلت له : ما رأيت نبطيا " أفصح منك بالنبطية ، فقال : يا عمار وبكل لسان. (20)

       وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : حدثني رجل من أهل جسر بابل ، قال : كان في القرية رجل يؤذيني ويقول : يا رافضي ويشتمني وكان يلقب بقرد القرية فحججت سنة من ذلك اليوم ، فدخلت على أبي عبد الله ع ، فقال : (ابتداء قوفه  موته  ما نامت) قلت : جعلت فداك متى ؟ قال : في الساعة فكتبت اليوم والساعة فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن بقي وعمن مات ، فقال لي ، (قوفه ما نامت) ، وهي بالنبطية قردا القرية مات ، فقلت له ، متى فقال لي : يوم كذا وكذا في الوقت الذي أخبرني به أبو عبد الله (عليه السلام).(21)

     وقد حدث محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن رجل من المسامه اسمه مسمع ولقبه كردين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال دخلت عليه وعنده إسماعيل قال : ونحن إذ ذاك نأتم به بعد أبيه فذكر في حديث طويل انه سمع رجل أبا عبد الله( عليه السلام ) خلاف ما ظن فيه قال فاتيت رجلين من أهل الكوفة كانا يقولان به فأخبرتهما فقال واحد منهما سمعت وأطعت ورضيت وسلمت وقال الآخر واهوى بيده إلى جيببه ؟ فشقه ثم قال لا والله لاسمعت ولا أطعت ولا رضيت حتى أسمعه منه ،ثم قال: خرج متوجها إلى أبى عبد الله (عليه السلام)  قال : وتبعته فلما كنا بالباب فاستأذنا فاذن لي فدخلت قبله ثم اذن له فدخل فلما دخل قال له أبو عبد الله (عليه السلام) :  يا فلان أيريد كل امرى منكم ان يؤتى صحف منشرة ان الذي أخبرك به فلان الحق .قال: جعلت فداك انى اشتهى ان أسمعه منك ،قال : إن فلانا امامك وصاحبك من بعدي يعنى أبا الحسن (عليه السلام ) فلا يدعيها فيما بيني وبينه الا كاذب  مفتر فالتفت إلى الكوفي وكان يحسن كلام النبطية وكان صاحب قبالات فقال لي:  درفه فقال أبو عبد الله (عليه السلام ):ان درفه  بالنبطية خذها اجل فخذها فخرجنا من عنده .(22)
       كما أنه (عليه السلام) تكلم بلسان اليهود.(23) فعن عامر بن علي الجامعي ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك إنا نأكل ذبائح أهل الكتاب ولا ندري يسمون عليها أم لا ، فقال : إذا سمعتم قد سموا فكلوا ، أتدري ما يقولون على ذبائحهم ، فقلت : لا ، فقرأ كأنه يشبه يهودي قد هذها ثم قال : بهذا أمروا فقلت : جعلت فداك أن رأيت أن نكتبها فقال : أكتب نوح ايوا ادينوا يلهيز مالحوا عالم اشرسوا أو رضوا بنو يوسعه موسق دغال اسطحوا. (24)

    وفي رواية ابن شهر اشوب جاء لنفس الموضوع ما نصه: لحديث عامر بن علي الجامعي أنه قال : أتدري ما يقولون على ذبايحهم - يعني اليهود - ، قلت : لا ، قال : يقولون : نوح أو دل ادموك يلهزبا يحول عالم أسر قدسوا ومضوا بنواصيهم ونيال استخفضوا .(25)
المحور الثاني:
حوار ائمة البقيع (عليهم  االسلام) مع الحيوانات :

   يعنى هذا المحور بتخاطب الحيوانات مع الائمة (عليهم السلام) ومعرفتهم – الائمة – وبصورة تلقائية بما يجهله غيرهم مما تريده هذه المخلوقات التي كانت وفي اغلب الاحيان  ،تجد في آل البيت ملاذها الآمن . فعن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام ):لابن عباس ان الله علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود ومنطق كل دابة في بر أو بحر .(26)

الامام السجاد(عليه السلام)

    عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت مع علي بن الحسين ( عليه السلام ) فانتشرت العصافير وصوتت ، فقال : يا أبا حمزة أتدري ما تقول ؟ قلت : لا ، قال : تقدس ربها وتسأل قوت يومها ، ثم قال : يا أبا حمزة   ( علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ ) . (27)
    وعن أبي بصير عن رجل قال خرجت مع علي بن الحسين عليه السلام إلى مكة فلما رحلنا عن الأبواء كان على راحلته وكنت أمشي فرأى غنما وإذا نعجة قد تخلفت عن الغنم وهي تثفو* ثفاء  شديدا و تلتفت وإذا سخلة خلفها تثقو وتشتد في طلبها وكلما قامت السخلة اثفتلت النعجة فتبعتها السخلة فقال :علي (عليه السلام )يا عبد العزيز أتدري ما قالت النعجة ،قال: قلت :لا والله ما ادرى ،قال:  فإنها قالت الحقي بالغنم فان أختها عام أول تخلفت في هذا الموضع فاكلها الذئب.(28)
   كان ينظر اليه (عليه السلام)على انه شخص كفءلاسيما وانه لم يتوان عن اظهار اهتمامه وبصورة عملية مع المخلوقات
      فعن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن هاشم البجلي عن سالم بن سلمة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :كان علي بن الحسين (عليه السلام )مع أصحابه في طريق مكة فمر ثعلب وهم يتغدون فقال لهم الامام علي بن الحسين (عليه السلام ) :هل لكم ان تعطوني موثقا من الله لا تهيجون هذا الثعلب ودعوه حتى يجيئني فحلفوا له ، فقال : يا ثعلب تعال . فجاء الثعلب حتى أهل بين يديه فطرح إليه عرقا فولى به يأكل،  قال:  هل لكم تعطوني موثقا أيضا فدعوه فيجئ فاعطوه فكلح* رجل منهم في وجهه فخرج يعدوا،  فقال الامام  علي بن الحسين  (عليه السلام) : أيكم الذي أخفر ذمتي ، فقال الرجل:  انا يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) كلحت في وجهه ولم أدر فتستغفر الله فسكت .(29)
    عن أبي عبد الله ( ع ) قال : كان علي بن الحسين مع أصحابه في طريق مكة فمر به ثعلب وهم يعدون خلفه ، فقال علي بن الحسين : هل لكم ان تعطوني موثقا من الله تعالى لا تروعون هذا الثعلب حتى ادعوه فيجئ ، قالوا نعم ، فنادى : يا ثعلب تعال ، فاقبل الثعلب إليه ووقف بين يديه فناوله عرقا فاخذه وولى ليأكله فعاد ناداه فقال : هلم صافحني ، فجاء فتكلم رجل منهم في وجهه فانصرف فقال : من فيكم كلمه ؟ فقال رجل ، أنا ، واستغفر . (30)
     وروى بكر بن محمد ، عن  محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام )قال : خرج أبي في نفر من أهل بيته وأصحابه إلى بعض حيطانه ، وأمر باصلاح سفرة فلما وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يتبغم *، فدنا من أبي ، فقالوا : يا ابن رسول الله ما يقول هذا الظبي ؟ قال : يشكو أنه لم يأكل منذ ثلاث شيئا ، فلا تمسوه حتى أدعوه ليأكل معنا . قالوا : نعم . فدعاه ، فجاء يأكل معهم ، فوضع رجل منهم يده على ظهره فنفر ، فقال أبي : ألم تضمنوا لي أنكم لا تمسوه ؟ ! فحلف الرجل أنه لم يرد به سوءا ، فكلمه أبي وقال للظبي : ارجع فلا بأس عليك . فرجع يأكل حتى شبع ، ثم تبغم وانطلق . فقالوا : يا ابن رسول الله ما قال الظبي ؟ قال : دعا لكم بالخير وانصرف  . (31)
يبدو لنا مما سبق من الروايات  السابقة الذكر ان الامام (عليه السلام)
1- كان كنف هذه الحيوانات الآمن وركنها الذي تلجاء اليه غير وجل ولا خوف .لاسيما وانه في اغلب الاحيان كان ياخذ العهد ممن كانوا معه بعدم اذية هذا الحيوان اوذاك.وهو بهذا ياخذ مواقف دفاعية لحمايتها .
2- و حقيقة الامر انه كان في  الوقت نفسه يجعل من اساء اليها وان كان عن غير قصد يدرك بانه خاطئ  .
3- ونلاحظه ايضا (عليه السلام) هنا قد اخذ دور المترجم ينقل بل يفسر ما قاله الظبي الى من كان برفقته بانه يدعوا لهم بالخير.
      وقد  روى جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر( عليه السلام) قال : كان علي بن الحسين(عليه السلام) جالسا مع جماعة إذ أقبلت ظبية من الصحراء ، حتى وقفت قدامه فهمهمت وضربت بيديها  الأرض. فقال بعضهم : يا ابن رسول الله ما شأن هذه الظبية ؟ قد أتتك مستأنسة . قال : تذكر أن ابنا ليزيد طلب من أبيه خشفا ، فأمر بعض الصيادين أن يصيد له خشفا ، فصاد بالأمس خشف هذه الظبية ، ولم تكن قد أرضعته ، وإنها تسأل أن نحمله إليها لترضعه وترده عليه . فأرسل علي بن الحسين عليه السلام إلى الصياد فأحضره وقال له : إن هذه الظبية تزعم أنك أخذت خشفا لها ، وأنها لم تسقه لبنا منذ أخذته ، وقد سألتني أن أسألك أن تتصدق به عليها . فقال : يا ابن رسول الله لست أستجرئ على هذا . قال : إني أسألك أن تأتي به إليها لترضعه وترده إليك . ففعل الصياد . فلما رأته همهمت ودموعها تجري ، فقال علي بن الحسين عليه السلام للصياد : بحقي عليك إلا وهبته لها . فوهبه لها فانطلقت مع الخشف وهي تقول: أشهد أنك من أهل بيت الرحمة ، وأن بني أمية من أهل بيت اللعنة.(32)
      وعن محمد بن علي وعلي بن محمد الحناط عن محمد بن سكن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر قال : بينما علي بن الحسين(عليه السلام) مع أصحابه إذا اقبلت ظبية من الصحراء حتى قامت حذاه وصوتت فقال بعض القوم : يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله )ما تقول هذه الظبية .قال :يزعم أن فلان القرشي اخذ خشفها بالأمس وانها لم ترضعه من أمس شيئا فبعث إليه علي بن الحسين (عليه السلام) ارسل إلى بالخشف فلما رأت صوتت وضربت بيديها ثم أرضعته ،قال :فوهبه علي بن الحسين (عليه السلام )لها وكلمها بكلام نحوا من كلامها وانطلقت في الخشف معها ،فقالوا: يا بن رسول الله (صلى عليه وآله) ما الذي قالت ،قال: دعت الله لكم وجزاكم بخير .(33)
      ان هذا الوضع  يثير دهشة المتلقي لمثل هذه المواقف  لا سيما وان الامام(عليه السلام) بعلاقاته الانسانية و بالمودة التي جعلها الله تعالى في قلوبهم عليهم السلام ازاء المخلوقات جميعا ، جعلته يضع معالجات للمواقف التي تعترض هذه المخلوقات باسلوب اكثر بساطة لالغاء المعوقات التي صادفتها  .
     وعن حمران بن أعين قال كان أبو محمد علي بن الحسين (عليه السلام )قاعدا في جماعة من أصحابه إذا جائته ظبية فتبصبصت وضربت بيدها فقال أبو محمد(عليه السلام):  أتدرون ما تقول الظبية، قالوا :لا ،قال : تزعم أن فلان بن فلان رجلا من قريش اصطاد خشفا لها في هذا اليوم وإنما جاءت إلى تسئلني ان أسئله ان تضع الخشف بين يديها فترضعه فقال علي بن الحسين(عليه السلام)  لأصحابه قوموا إليه فقاموا بأجمعهم فاتوه فخرج إليهم قال: فداك أبي وأمي ما حاجتك . فقال :أسألك بحقي عليك الا أخرجت إلى هذه الخشف التي اصطدتها اليوم فاخرجها فوضعها بين يدي أمها فأرضعتها ثم قال علي بن الحسين (عليهما السلام): أسئلك يا فلان لما وهبت لي هذه الخشف ،قال : قد فعلت ،قال:  فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية فتبصبصت وحركت ذنبها ،فقال علي بن الحسين (عليه السلام):  أتدرون ما تقول الظبية .قالوا : لا ،قال: إنها تقول رد الله عليكم كل غايب وغفر لعلي بن الحسين. (34)
     ما اعظم امامنا السجاد(عليه السلام) عند تدخله لحل مثل هذه الحالة التي عادت بالنفع الى هذه الظبية والمنفعة الاكبر بالدعاء من قبلها لهم .ان الشيء الحسن في الموضوع هو خلق هذا التناسق بين المخلوقات ولا يمكن ان يتم ذلك لولا وجود هذه الرحمات الربانية المتمثلة بالعترة الطاهرة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وان لا وجود للفشل لتقديم المساعدة لمن يحتاج اليها.
      وفي حديث أبي حمزة الثمالي : انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين (عليه السلام)وقال : يا ابن الحسين أنت الذي تقول ان يونس بن متى إنما لقى من الحوت ما لقى لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها ؟ قال : بلى ثكلتك أمك ، قال : فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين ، فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه ، فقال ابن عمر : يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي ، فقال : هيه وأريه إن كنت من الصادقين ، ثم قال : يا أيتها الحوت قال : فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول : لبيك لبيك يا ولي الله ، فقال : من أنت ؟ قال : انا حوت يونس يا سيدي ، قال : انبئنا بالخبر ، قال : يا سيدي ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المعصية وما لقى نوح من الغرق وما لقى إبراهيم من النار وما لقى يوسف من الجب وما لقى أيوب من البلاء وما لقى داود من الخطيئة إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه ان يا يونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه ، في كلام له قال : فكيف أتولى من لم أره ولم اعرفه ، وذهب مغتاظا ، فأوحى الله تعالى إلي أن التقمي يونس ولا توهني له عظما ، فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف مع البحار في ظلمات مئات ينادي انه لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده فلما آمن بولايتكم امرني ربي فقذفته على ساحل البحر ، فقال زين العابدين (عليه السلام) : ارجع أيها الحوت إلى وكرك ، واستوى الماء .(35)
      وعن أبي جعفر( عليه السلام )قال لما مات علي بن الحسين عليه السلام كانت ناقة له في الرعى جاءت حتى ضربت بجرانها على القبر وتمرغت عليه وان أبى كان يحج عليها ويعتمر وما قرعها قرعة قط .(36)

الامام الباقر(عليه السلام)

     ان آل البيت قد زقوا العلم زقا ،ولعل الوضع لا يختلف كثيرا مع الامام محمد بن علي الباقر(عليه السلام )منه عما كان مع ابيه السجاد(عليه السلام).
     فعن محمد بن مسلم قال : خرجت مع أبي جعفر عليه السلام إلى مكان يريده فسرنا وإذا ذئب قد انحدر من الجبل وجاء حتى وضع يده على قربوس السرج وتطاول فخاطبه فقال له الامام : ارجع فقد فعلت ، قال : فرجع الذئب مهرولا ، فقلت : سيدي ما شأنه ؟ قال : ذكر أن زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج وأن يرزقه الله ولدا لا يؤذي دواب شيعتنا ، قلت له : اذهب فقد فعلت . (37)
     وفي نص الرواية نفسها يذكرها الصفار بزيادات ان الذئب دنا من الامام (عليه السلام)حتى وضع يده على قربوس السرج ومد عنقه إلى اذنه وأدنى أبو جعفر(عليه السلام) اذنه منه ساعة ثم قال :امض فعلت فرجع مهرولا قال: قلت جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال: وتدري ما قلت قال :قلت الله ورسوله وابن رسوله اعلم،  قال: أنه قال لي: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ان زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها فادع الله ان يخلصها ولا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم قلت فقد فعلت .(38)

       سبحان الله فقد جعل آل البيت(عليهم السلام)بابا لاستجابة الدعوة ودفع القضاء وتلقي الاجابة ،وتقديمهم عليهم السلام ما بوسعهم لمن يحتاج اليهم حتى لو كان ذلك المحتاج هوا لحيوان.

      حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال مر أبو جعفر عليه السلام بالهجين ومعه أبو أمية الأنصاري زميله في محمله قال فبينما هو كذلك إذ نظر إلى ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده ليذبه عنه فقال ياأبا أمية ان هذا طاير جاء يستجير باهل البيت وانى دعوت الله فانصرفت حية وكانت تأتيه كل سنة فتأكل فراخه .(39)
     سار(عليه السلام) مع اصحابه  فإذا قاع مجدب يتوقد حرا وهناك عصافير فتطايرن ودرن حول بغلته فزجرها وقال : لا ولا كرامة ، قال : ثم صارإلى مقصده ، فلما رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع فإذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت ، فسمعته يقول : اشربي واروي ، قال : فنظرت فإذا في القاع ضحضاح من الماء . فقلت : يا سيدي بالأمس منعتها واليوم سقيتها ، فقال : اعلم أن اليوم خالطها القنابر فسقيتها ، ولولا القنابر ما سقيتها ، فقلت : يا سيدي وما الفرق بين القنابر والعصافير ؟ فقال : ويحك أما العصافير فإنهم موالي عمر لأنهم منه ، وأما القنابر فإنهم من موالينا أهل البيت ، وإنهم يقولون في صفيرهم : بوركتم أهل البيت وبوركت شيعتكم ولعن الله أعداءكم ، ثم قال : عادانا من كل شئ حتى من الطيور الفاختة ومن الأيام أربعاء. (40)
     وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام )قال:  كنت عنده يوما إذ وقع عليه زوج ورشان فهدرا فرد عليهما أبو جعفر كلاهما ساعة ثم نهضا فلما صارا على الحايط هدد الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت :جعلت فداك ما حال الطير، فقال: يا بن مسلم كل شئ خلقه الله من طين أو بهيمة أو شئ فيه روح هو اسمع لنا وأطوع من ابن آدم ان هذا الورشان اسائه ظن السوء فحلفت له ما فعلت فقالت : ترضى بمحمد بن علي، فرضيا بي وأخبرته أنه لها ظالم فصدقها . (41)
     و روى الحسن بن مسلم ، عن أبيه قال : دعاني الباقر (عليه السلام )إلى طعام فجلست إذ أقبل ورشان منتوف الرأس ، حتى سقط بين يديه ومعه ورشان آخر فهدل الأول ، فرد الباقر عليه  بمثل هديله ، فطارا . فقلنا للباقر (عليه السلام ): ما قالا ؟ وما قلت ؟ قال (عليه السلام ): إنه اتهم زوجته بغيره ، فنقر رأسها وأراد أن يلاعنها عندي . فقال لها : بيني وبينك من يحكم بحكم داود وآل داود ، ويعرف منطق الطير ، و لا يحتاج إلى شهود ، فأخبرته أن الذي ظن بها لم يكن كما ظن ، فانصرفا على صلح . (42)
   وعن شعيب بن الحسن قال :كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا نسمع صوتا من الفاختة فقال : تدرون ما تقول، قال : تقول فقدتكم فافقدوها قبل ان تفقدكم .(43)
    يبدو لنا من هذه الرواية ان الامام (عليه السلام)كان يبادر في ترجمة ما تقوله هذه الحيوانات حتى قبل ان يطلب منه ممن كان برفقته ،هذا من جانب ومن جانب آخر ان الذين يرافقون الامام (عليه السلام)او كانوا بصحبته معتادين على فهم الامام(عليه السلام) للغة هذه الحيوانات فلم يصابوا بالدهشة او الاستغراب .
    وعن عبد الله بن سعيد : قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي : رأيت محمد بن علي ( عليهما السلام ) وهو يكلم ثورا فحرك الثور رأسه ، فقلت : لا ، ولكن تأمر الثور أن   يكلمك ، فقال : وعلمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ . ثم قال للثور : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فقال . (44)

الامام الصادق (عليه السلام)

      صاحت العصافير في حائط مولانا الصادق ( عليه السلام ) فقال لبعض أصحابه : أتدري ما تقول ؟ فقلنا : جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول ؟ قال ، تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، لابد لنا من رزقك فأطعمنا واسقنا .(45)
      وعن صفوان بن يحيى ، عن جابر ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فبرزنا معه وإذا نحن برجل قد أضجع جديا ليذبحه ، فصاح الجدي ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) للرجل: كم ثمن هذا الجدي ؟ فقال : أربع دراهم ،  فحلها من كمه فدفعها إليه ، وقال : خل سبيله. قال : فسرنا وإذا الصقر قد انقض على دراجة ، فصاحت الدراجة ، فأومأ أبو عبد الله (عليه السلام )إلى الصقر بكمه ، فرجع عن الدراجة . فقلت : لقد رأينا عجبا من أمرك . قال : نعم ، إن الجدي لما أضجعه الرجل ليذبحه فبصر بي ، قال : أستجير بالله وبكم أهل البيت مما يراد مني ، وكذلك قالت الدراجة ، ولو أن شيعتنا استقامت لأسمعنهم منطق الطير . (46)
   لاحظنا من نص الرواية ان حالة نصرة المستغيثين بهم( عليهم السلام) كانت قائمة على قدم وساق لنجدتهم وتقديم الحل الطارئ لهم لانهاء الاوقات العصيبة التي يعانون منهاوالتحرك السريع لما يريدونه منهم (عليهم السلام).
    وعن الحداد عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (عليه السلام )،قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدر الذكر على الأنثى فقال لي : أتدري ما يقول ،قلت: لا ،قال:  يقول يا سكنى وعرسي ما خلق أحب إلى منك الا أن يكون مولاي جعفر بن محمد (صلى الله عليه وآله )  .(47)
وروي انه اهدى إلى أبى عبد الله (عليه السلام )فاختة وورشان وطير راعبي فقال أبو عبد الله (عليه السلام ):اما الفاختة فتقول : فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل ان تفقدكم فامر بها فذبحت،  واما الورشان فيقول : قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه والطير الراعبي يكون عندي أسر به. (48)
     و روي عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند الصادق( عليه السلام) مع جماعة فقلت : قول الله تعالى لإبراهيم (عليه السلام) ( خذ أربعة من الطير فصرهن ) أو كانت أربعة  من أجناس مختلفة ؟ أو من جنس  واحد ؟ فقال : أتحبون أن أريكم مثله ؟ قلنا : بلى . قال : يا طاووس . فإذا طاووس طار إلى حضرته ، ثم قال : يا غراب . فإذا غراب بين يديه ، ثم قال : يا بازي ، فإذا بازي بين يديه ، ثم قال : يا حمامة . فإذا حمامة بين يديه ، ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها ، وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض . ثم أخذ برأس الطاووس ، فقال : يا طاووس . فرأينا لحمه وعظامه وريشه ، يتميز من غيره حتى التزق ذلك كله برأسه ، وقام الطاووس بين يديه حيا ثم صاح بالغراب كذلك ، وبالبازي والحمامة مثل ذلك ، فقامت كلها أحياء بين يديه . (49)
       يبدو ان الامام (عليه السلام)اراد من وراء تكرار هذه الحالة خلق مسألة التاثير في نفوس من كان برفقته ،وحصول اليقين في قلوبهم،بحيث وصلت احاسيسهم الى اشدها من وراء التاثر بما حدث وبما شاهدوه بام اعينهم.
      وعن عبد الله بن فرقد كان أبو عبد الله (عليه السلام )يسير ونحن معه قال فمر غراب فنعق فقال أبو عبد الله مت جوعا والله ما تعلم شيئا الا انه علمه الا انا اعلم بالله منك .(50)
     وعن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (عليه السلام )قال:  كان معنا أبو عبد الله البلخي إذا هو بظبي تثفو وتحرك ذنبه فقال أبو عبد الله (عليه السلام ): افعل إن شاء الله ثم اقبل علينا، فقال : علمتم ما قال الظبي ؟ قلنا : الله ورسوله وابن رسوله اعلم  ،فقال : إنه اتاني فأخبرني ان بعض أهل المدينة نصب شبكة لانثاه فاخذها ولها خشفان لم ينهضا ولم يقويا للرعي قال : فتسألني ان اسالهم ان يطلقوها وضمن لي ان إذا رضعت خشفها حتى يقويا ان يردها عليهم، قال:  فاستحلفته، فقال : برئت من ولايتكم أهل البيت ان لم أف وانا فاعل ذلك إن شاء الله.  فقال: البلخي سنة فيكم كسنة سليمان .(51)
      نلاحظ ان  من كان بصحبة الامام (عليه السلام)كل منهم اخذ يدرك ما عندهم آل بيت النبوة من تميز الذي مكنهم من اكتساب سلوك خاص بهم بحيث اصبحوا واسطة لحل المشكلات التي كانت تواجه هذه الحيوانات ،بحث اخذوا يؤكدون ان هذه الحالة ما هي الا سنة عندهم آل البيت (عليهم السلام)كسنة سليمان بمعرفته منطق الطير. وان الملاحظة الثانية هو ان اتصال الامام(عليه السلام)بالظبي وحالة الاخذ و العطاء المتبادل بينهما وحالة الاقرار بولايتهم (عليهم السلام)لا تنحصر عند الآدميين فحسب لانهم رحمة للعالمين.










الخاتمة
·        ان الائمة(عليهم السلام)من خلال معرفتهم باللغات المختلفة ،هذا مكنهم من التعامل بسهولة مع المخلوقات جميعا، وذلل الكثير من العقبات فالله الحمد على ما انعم .
·        ان حالة السمع والاستماع ،والكلام والاصغاء ،والتهيئ لمعالجة المربك من الامور الخاصة بتلك المخلوقات التي لا تتكلم العربية ، اواللغة الآدمية  قد ابعدها الائمة (سلام الله عليهم) من ان تقع باصحابها في دوامة الاحباط والضغط الانفعالي .
·        ان ترجمة الائمة (عليهم السلام)للغات المختلفة من شأنه ان يعززالتوافق في التخاطب باستخدام لغة يفهما صاحبها وهذا ما دفع الامام(عليه السلام)ان يطلب من متكلمها ان يتحدث بها ولا يخشى عدم فهم الامام لما يريد ان يقوله لانه (عليه السلام)على علم بلغته ايا كانت  وهذا ما خلق اتصال منسجم مع الناس والمخلوقات عموما.

·        اعتادت المخلوقات ان تجد في ائمة آل البيت الملاذ الآمن لها كيف لا وهم قد علموا منطق الطير وهذا جعل التواصل مستمر وبسهولة .وقد وقع على عاتقهم( عليهم السلام ) توعية من كان برفقتهم ما كانوا يجهلونه من خلال استفساراتهم عما كان يدور من تحاورهم (عليهم السلام)سواء مع الاجانب او مع الحيوانات .
·        احيانا وقف الناس عاجزين عن الحركة لاندهاشهم مما يدور حولهم من مواقف محورها التخاطب بين الامام (عليه السلام) والمخلوقات.وهذا ما دفعهم الى طرح تساؤلاتهم للائمة عما يحدث وما طبيعة هذا المحاورات .
·        ان حالة الدعم المستمر للمخلوقات كانت دون تاخير بغية حل المعوقات التي كانت تقف امامهم ، ومما عمق هذه الحالة هو معرفتهم(عليهم السلام)بمنطق الطير من جانب وشعورهم بالود والمحبة تجاه المخلوقات كافة،وهذا كان اسلوبهم سواء كانوا في الحل او الترحال  .
·        ان التاكيدات  اللغوية التي اظهرها الائمة (عليهم السلام)جعلت من يرافقهم او من كان بصحبتهم ان صح التعبير يعلن انهم كالنبي سليمان (عليه السلام) بمعرفته بمنطق الطير،  واضحى صدى هذه المعرفة مدوي  ،وهذا بطبيعة الحال جعل من يتحدثون اليهم محل تفهم واحترام واستمرار حالة المجارات مع الاخرين وهذا ما كان يخلق الهدوء .


  
Abstract
Language of birds (mantiq al-tayr) by imams  of Al-Baqi' (PBUT)
(( Imam Ali Bin Al Hussein, Muhammad al-Baqir and Ja'far al-Sadiq ( peace be upon them) as  model ))
 
 
          The research deals with methods and strategies for dealing with others , one of  them , Language which consider powerful tool to handle and access to perceive the communication with the other party , Thus language is really the source of the establishment of ties between people on all levels. The models require that the research plan is divided in two axis with an introduction and a conclusion , we deposited the highlights of our findings. The first axis has discussed the languages which the Imams  (peace be upon them ) speak out to others with the male models The second axis has discussed it addresses the imams themselves ( peace be upon them ) with animals. 
        This research is aimed to demonstrate the ability of imams to speak with others and in different languages, and this capability created by  God  in  them  because  they  are  the  elite  of  God , in order to pass the message of God to the people.
 
 
 
 
Researcher
Assistant Professor Dr. Raheem M. Jaber 
Baghdad University / College of  Languages ​​/
 Department of Persian Language  
2015 A.D  /1436 A.H




الهامش
  (1) الصفار: محمد بن الحسن بن فروخ (ت 290هـ) ، بصائر الدرجات  الكبرى في فضائل آل محمد (عليهم السلام)، تقديم وتعليق وتصحيح العلامة الحجة ميرزا محسن كوجه باغي ،منشورات الاعلمي ،(طهران- 1404هـ)،ص 348 – 351.
(2)الصفار ، المصدر نفسه ،ص 348 – 351.
(3) الشاهرودي: الشيخ علي النمازي (ت 1405هـ)،مستدركات علم رجال الحديث، مطبعة شفق، ( طهران  - 1412هـ)، ج 8 ،ص 76.
* الرطانة : تكلم الأعجمية . تقول : رأيتهما يتراطنان ، وهو كل كلام لا تفهمه العرب .
الفراهيدي :عبد الرحمن الخليل بن احمد  (ت170هـ) ، كتاب العين ،تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي ، والدكتور إبراهيم السامرائي،ط الثانية،( مؤسسة دار الهجرة-  1410هـ)، ج 7 - ص 413 . والرطانة عند أهل المدينة اللغة  الفارسية  .  الطبري ( الشيعي): محمد بن جرير بن رستم المعروف بالطبري الصغير (ت القرن الرابع الهجري) ، دلائل الامامة ، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة،(قم – 1413هـ)  ، 205 .
(4)الطبري ( الشيعي)، المصدر نفسه ، 205؛ الريشهري : محمد،أهل البيت في الكتاب والسنة تحقيق : مؤسسة دار الحديث الثقافية ، ط2،(قم المقدسة- 1375)، ص 204 – 209.
(5) الشاهرودي ،مستدركات علم رجال الحديث ،ج 8 ،ص 76.
(6)قطب الدين الراوندي :سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله بن الحسن(ت 573هـ)، الخرائج والجرائح  ،تحقيق :مؤسسة الامام المهدي (عليه السلام)، (قم المقدسة – 1409هـ)، ج 1 ، ص 286.
(7)الشيخ المفيد: محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت413هـ) ، الاختصاص ، صححه وعلق عليه علي اكبر الغفاري ،والسيد محمود الزرندي ،ط2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع،(بيروت – 1993م)، ص 292؛ الصفار ، بصائر الدرجات ،ص 361.
(8)الصفار، بصائر الدرجات ، ص 348 – 351.
(9) العلامة المجلسي: محمد باقر (ت1111هـ)، بحار الأنوار ،محمد الباقر البهبودي ، عبد الرحيم الرباني الشيرازي،الثالثة المصححة، دار إحياء التراث العربي، ( بيروت - 1983 م)، ج 47 ،ص 99؛ النجفي : الشيخ هادي ،موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) ، دار احياء التراث العربي ،(بيروت – 2002م)،ج 8 ،ص 265 – 267.
(10)الصفار ، بصائر الدرجات ،ص 351.
(11)المجلسي ، بحار الأنوار، ج 47 ،ص 119 – 120؛ الصفار، بصائر الدرجات ، ص 356 - 357؛ البحراني: السيد هاشم (ت1107هـ)، مدينة المعاجز،تحقيق: لجنة التحقيق بإشراف فارس حسون كريم، مؤسسة المعارف الإسلامية ،(قم- 1415 ) ،ج 6 ،ص 80 – 81.
(12)المجلسي ، المصدر نفسه، ج 47 ،ص 119 – 120.
(13)المجلسي ،المصدر نفسه،ج 56 ،ص 92 .
*هرمزد روز:اسم نجمة المشتري وايضا بمعنى اول يوم من كل شهر شمسي. عميد : حسن، فرهنگ عمید(قاموس العمید)، (طهران_1376 هـ. ش )، ص1202.
*بهمن روز:اسم اليوم الثاني من الشهر الشمسي واسم احد الملائكة. عميد، المصدر نفسه ،ص 292.
*اردي بهشت روز:اليوم الثالث من كل شهر والشهر الثاني من الربيع عند الزرادشتية وهو يمثل الطهارة والقداسة . عميد ،المصدر نفسه،ص 101.وللمزيد من الاطلاع على معنى اسماء الايام يراجع المصدر نفسه.
 (14)المجلسي ، المصدر نفسه ،ج 56 ،ص  95-  96.
(15) المجلسي ، المصدر نفسه ،ج 56 ،ص 92 - 96 .
(16) المجلسي ، المصدر نفسه ، ج 56 ،ص 96 – 100.
(17) المجلسي ، المصدر نفسه ، ج 56 ،ص 97 – 100.
(18) المجلسي ، المصدر نفسه ،ج 56 ، ص 97 – 100.
 (19)الحر العاملي :محمد بن الحسن (ت 1104هـ)، الفصول المهمة في أصول الأئمة ، نكين،(قم المقدسة- 1418هـ)،ج 1 ، ص 414 – 423.
(20)الشيخ المفيد، الاختصاص، ص 289 .
(21)الصفار، بصائر الدرجات ،ص 356 – 357.
(22)الصفار، المصدر نفسه ، ص 359 – 360.
(23) الحر العاملي ، الفصول المهمة في أصول الأئمة ، ج 1 ، ص423.
(24)الصفار ،بصائر الدرجات ،ص354. 
(25) ابن شهر آشوب: مشير الدين ابي عبد الله محمد بن علي بن ابي نصر بن ابي حبشي السروي المازندراني (ت588هـ)، مناقب آل أبي طالب ، المطبعة الحيدرية ،(النجف الاشرف- 1956م)، ج 3 ،ص347.
(26)الصفار، بصائر الدرجات ،ص364.
(27)أبا حمزة الثمالي:ثابت بن دينار  (ت148هـ)،  تفسير القرآن المعروف  بتفسير أبي حمزة الثمالي، أعاد جمعه وتأليفه : عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، مراجعة وتقديم : الشيخ محمد هادي معرفة، مطبعة الهادي،(قم المقدسة - 1420 هـ)،  ص 258؛ ابن شهر آشوب ، مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ،ص 276؛ البحراني، مدينة المعاجز ، ج 4 ،ص 266 – 267.
  *ثفا: ثفوته : كنت معه على إثره . وثفاه يثفيه : تبعه . وجاء يثفوه أي يتبعه. ابن منظور:جمال الدين محمد بن مكرم  الافريقي المصري (ت 711هـ) ،لسان العرب ،(قم المقدسة – 1405هـ)، ج 14 ، ص 113.
 (28)الشيخ المفيد ،الاختصاص ، ص 294 – 295؛ البحراني، مدينة المعاجز ، ج 4 ،ص 266 – 268.
*الكالح : هو الذي تقلصت شفتاه حتى بدت أسنانه ، والنار والعياذ بالله تحرق شفاههم ، حتى تتقلص عن أسنانهم ، كما يشاهد مثله في رأس الشاة المشوي في نار شديدة الحر .
الشنقيطي : محمد الامين بن محمد المختار بن عبد القادر الجنكي (ت1393هـ) ،أضواء البيان ، دار الفكر للطباعة والنشر، (بيروت - 1995م) ،ج 5، ص 357.
(29)الصفار ، بصائر الدرجات،ص 367 – 372.
(30)ابن شهر آشوب ،مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ،ص 283.
*تبغم: ويقال في أصوات الخف والظلف البغام وهي تبغم وتبغم وذلك أن تخرج الصوت فلا تقطعه ، فإذا ضجت فهو الرغاء ، فإذا طربت في أثر ولدها قيل حنت ، فإذا مدت الحنين وطربته قيل سجرت تسجر سجرا . ابن السكيت الاهوازي :يعقوب بن اسحاق (ت244هـ) ،الكنز اللغوي في اللسن العربي ، نشر وتعليق حواشيه:  الدكتور أوغست هفنر، المطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين ،(بيروت- 1903)، ص 135
 (31)قطب الدين الراوندي ، الخرائج والجرائح ، ج 1 ،ص 259 – 261.
(32)قطب الدين الراوندي ، المصدر نفسه ،ج 1 ،ص  260.
(33) الصفار، بصائر الدرجات ،ص 367 – 372.
(34)الصفار، المصدر نفسه ، ص 372 – 374.
(35)ابن شهر آشوب ، مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ،ص 281.
(36)الصفار، بصائر الدرجات ،ص 373 .
(37) المجلسي، بحار الانوار،ج 27 ، ص 272 – 273.
(38)بصائر الدرجات ،ص 367 – 372.
(39) الصفار، المصدر نفسه ،ص 364 . 
(40) المجلسي ، بحار الانوار، ج 27 ، ص 272 – 273.
(41)الصفار، بصائر الدرجات، ص 361 – 367.
(42)قطب الدين الراوندي، الخرائج والجرائح،  ج 1 ، ص 290 – 291.
(43)الصفار، بصائر الدرجات ،ص 363 .
(44)الريشهري، أهل البيت في الكتاب والسنة، ص 209.
(45) الشيخ  الشاهرودي،مستدرك سفينة البحار،تحقيق الشيخ حسن بن علي النمازي ،مؤسسة النشر الاسلامي ،(قم المقدسة – 1418هـ) ،ج 7 ،ص 253 – 254.
(46)البحراني،مدينة المعاجز ،ج 6 ،ص45.
(47)الصفار، بصائر الدرجات ، ص 361 – 367.
(48)الصفار ،المصدر نفسه  ، ص 361 – 367.
(49)قطب الدين الراوندي ، الخرائج والجرائح  ، ج 1 ،ص 297؛الاربلي:علي بن عيسى بن ابي الفتح (ت 693هـ) ،كشف الغمة في معرفة الائمة ،ط2، دار الاضواء ،(بيروت- 1985م)،ج2،ص 416.
(50)الصفار، بصائر الدرجات ، ص 363 . 
(51) الشيخ المفيد،الاختصاص ،ص 298.



قائمة المصادر والمراجع


اولا: المصادر الاولية
الاربلي:علي بن عيسى بن ابي الفتح (ت 693هـ)
1- كشف الغمة في معرفة الائمة ،ط2، دار الاضواء ،(بيروت- 1985م).
الحر العاملي :محمد بن الحسن (ت 1104هـ)
2- الفصول المهمة في أصول الأئمة ، نكين،(قم المقدسة- 1418هـ).
أبا حمزة الثمالي:ثابت بن دينار  (ت148هـ)
3-  تفسير القرآن المعروف  بتفسير أبي حمزة الثمالي، أعاد جمعه وتأليفه : عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، مراجعة وتقديم : الشيخ محمد هادي معرفة، مطبعة الهادي،(قم المقدسة - 1420 هـ).
ابن السكيت الاهوازي :يعقوب بن اسحاق (ت244هـ)
4- الكنز اللغوي في اللسن العربي ، نشر وتعليق حواشيه:  الدكتور أوغست هفنر، المطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين ،(بيروت- 1903).
ابن شهر آشوب: مشير الدين ابي عبد الله محمد بن علي بن ابي نصر بن ابي حبشي السروي المازندراني (ت588هـ)
5-  مناقب آل أبي طالب ، المطبعة الحيدرية ،(النجف الاشرف- 1956م).
الصفار: محمد بن الحسن بن فروخ (ت 290هـ)
 6- بصائر الدرجات  الكبرى في فضائل آل محمد (عليهم السلام)، تقديم وتعليق وتصحيح العلامة الحجة ميرزا محسن كوجه باغي ،منشورات الاعلمي ،(طهران- 1404هـ).
الطبري ( الشيعي): محمد بن جرير بن رستم المعروف بالطبري الصغير (ت القرن الرابع الهجري)
7-  دلائل الامامة ، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة،(قم – 1413هـ).
الفراهيدي :عبد الرحمن الخليل بن احمد  (ت170هـ)
8-  كتاب العين ،تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي ، والدكتور إبراهيم السامرائي،ط الثانية،( مؤسسة دار الهجرة-  1410هـ).
العلامة المجلسي: محمد باقر (ت1111هـ)
 9- بحار الأنوار ،محمد الباقر البهبودي ، عبد الرحيم الرباني الشيرازي،الثالثة المصححة، دار إحياء التراث العربي، ( بيروت - 1983 م).
الشيخ المفيد: محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت413هـ)
 10- الاختصاص ، صححه وعلق عليه علي اكبر الغفاري ،والسيد محمود الزرندي ،ط2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع،(بيروت – 1993م.
ابن منظور:جمال الدين محمد بن مكرمالافريقي المصري (ت 711هـ)
11- لسان العرب ،(قم المقدسة – 1405هـ).


ثانيا:المراجع الحديثة
البحراني: السيد هاشم (ت1107هـ)
12- مدينة المعاجز،تحقيق: لجنة التحقيق بإشراف فارس حسون كريم، مؤسسة المعارف الإسلامية ،(قم- 1415 ).
الريشهري : محمد.
13- أهل البيت في الكتاب والسنة تحقيق : مؤسسة دار الحديث الثقافية ، ط2،(قم المقدسة- 1375)،
الشاهرودي: الشيخ علي النمازي (ت 1405هـ)
14- مستدركات علم رجال الحديث، مطبعة شفق، ( طهران  - 1412هـ).
15- مستدرك سفينة البحار،تحقيق الشيخ حسن بن علي النمازي ،مؤسسة النشر الاسلامي ،(قم المقدسة – 1418هـ).
الشنقيطي : محمد الامين بن محمد المختار بن عبد القادر الجنكي (ت1393هـ)
16- أضواء البيان ، دار الفكر للطباعة والنشر، (بيروت - 1995م) .
النجفي : الشيخ هادي
17- موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) ، دار احياء التراث العربي ،(بيروت – 2002م).


ثالثا: المصادر الفارسية:
18- عميد : حسن، فرهنگ عمید(قاموس العمید)، (طهران_1376 هـ. ش ).


  
Abstract
Language of birds (mantiq al-tayr) by imams  of Al-Baqi' (PBUT)
(( Imam Ali Bin Al Hussein, Muhammad al-Baqir and Ja'far al-Sadiq ( peace be upon them) as  model ))
 
 
          The research deals with methods and strategies for dealing with others , one of  them , Language which consider powerful tool to handle and access to perceive the communication with the other party , Thus language is really the source of the establishment of ties between people on all levels. The models require that the research plan is divided in two axis with an introduction and a conclusion , we deposited the highlights of our findings. The first axis has discussed the languages which the Imams  (peace be upon them ) speak out to others with the male models The second axis has discussed it addresses the imams themselves ( peace be upon them ) with animals. 
        This research is aimed to demonstrate the ability of imams to speak with others and in different languages, and this capability created by  God  in  them  because  they  are  the  elite  of  God , in order to pass the message of God to the people.
 
 
 
 
Researcher
Assistant Professor Dr. Raheem M. Jaber 
Baghdad University / College of  Languages ​​/
 Department of Persian Language  
2015 A.D  /1436 A.H

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق